بالتزامن مع توزيع موسكو مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بحظر تسليح الفضاء إلى الأبد، أبلغ مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الكونجرس أن روسيا تستعد لنشر سلاح بقدرات نووية في المدار.
وبعد نحو أسبوع من استخدامها حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة واليابان يدعو إلى بذل جهود لوقف نشر هذه الأسلحة في الفضاء الخارجي، قدّمت روسيا مشروعاً مضاداً يذهب إلى المطالبة بمنع التهديد باستخدام القوة أو استخدامها في الفضاء الخارجي مرة واحدة وإلى الأبد.
وخلافاً لتركيز المشروع الأمريكي- الياباني، الذي أخفق بسبب الفيتو، على أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية، يؤكد النص الروسي على أن الحظر يجب أن يشمل نشر الأسلحة من الفضاء ضد الأرض، ومن الأرض ضد الأجسام الموجودة في الفضاء الخارجي.
وكان المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد لأعضاء مجلس الأمن عندما استخدم الفيتو، أن بلاده ستقدم مشروع قرار بديلاً؛ لأن النص الأمريكي- الياباني لم يذهب إلى حد كافٍ فيما يتعلق بحظر كل أنواع الأسلحة في الفضاء، مع أنه يدعو كل البلدان إلى عدم تطوير أو نشر أسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل في الفضاء، على النحو المحظور بموجب معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 لحظر الأسلحة النووية في مدار الأرض، وصادقت عليها الولايات المتحدة وروسيا، والموافقة على ضرورة التحقق من الامتثال.
ويتطابق النص الروسي الجديد مع تعديل طلبته روسيا والصين ولكن لم يستجب أعضاء مجلس الأمن له، ويدعو كل البلدان، خاصة التي تمتلك قدرات فضائية، إلى منع وضع أسلحة في الفضاء الخارجي إلى الأبد، ومنع نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي، أو التهديد باستخدام القوة في الفضاء الخارجي إلى الأبد.
ويتشابه النص الروسي الجديد مع كثير مما ورد في المشروع الأمريكي- الياباني، بما في ذلك اللغة الخاصة بمنع سباق التسلح في الفضاء. ويدعو كل البلدان، خاصة تلك التي تتمتع بقدرات فضائية كبيرة، إلى المساهمة بنشاط في تحقيق هدف الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، ومنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي. وكرر نيبينزيا اتهام الولايات المتحدة بعرقلة اقتراح روسي- صيني منذ عام 2008 بشأن التزام معاهدة الفضاء الخارجي.
في غضون ذلك، أكد مساعد وزير الدفاع الأمريكي لسياسة الفضاء جون بلامب خلال جلسة استماع أمام اللجنة الفرعية للقوات الاستراتيجية التابعة للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أن روسيا تقوم بتطوير قدرة مثيرة للقلق مضادة للأقمار الاصطناعية تتعلق بقمر اصطناعي جديد يحمل جهازاً نووياً تعمل روسيا على تطويره، معبراً عن قلق الولايات المتحدة؛ لأنها لم تستطع إقناع روسيا بخلاف ذلك. وشدّد على أن مثل هذا السلاح العشوائي من شأنه أن يعرض للخطر كل الأقمار الاصطناعية، وبما فيها الخاصة بالاتصالات الأساسية والبحث العلمي وبيانات الأرصاد الجوية والزراعة والتجارة وخدمات الأمن الوطني التي نعتمد عليها جميعاً.
وحذّر من أن نشر تلك القدرات يمكن أن يجعل المدار المنخفض غير صالح للاستخدام. وأوضح أن معاهدة الفضاء الخارجي لا تحظر الأسلحة في الفضاء، ولكنها تشير إلى أسلحة الدمار الشامل، مؤكداً أن روسيا والصين قامتا بعسكرة الفضاء. وقال إن روسيا تنشر وتطور أسلحة حركية أولية في الفضاء، مضيفاً أن الصين طوّرت أقماراً اصطناعية روبوتية ربما تكون ذات استخدام مزدوج حقاً- يمكن استخدامها لأغراض غير عسكرية، ولكن من الواضح أنه يمكن استخدامها أيضاً لأغراض عسكرية مثل التعامل مع قمر اصطناعي آخر.