أجري موقع إيدنيوز الإخباري حوارًا مع الخبير السياسي الفرنسي ورئيس مركز التحليل الاستراتيجي والبحوث الجيوسياسية د. وصف نعيم أسام بشأن الأوضاع في أرمينيا.
وهذا هو نص الحوار:
* ما هو البديل الأمني لأرمينيا بعد انسحاب القوات الروسية؟
_ إن الانسحاب الجزئي لروسيا من أرمينيا قد ينذر بمشاكل أمنية خطيرة ليريفان لأن أرمينيا، التي اعتمدت دائما على دعم الجيش الروسي، مضطرة الآن إلى إنشاء قوة جديدة للدفاع الاستراتيجي وقد يؤدي هذا إلى بحث أرمينيا عن حليف أقوى في الغرب. وتحديدًا حلف شمال الأطلسي وأوروبا. ويمكن لهذا التغيير أن ينهي اعتماد البلاد العسكري على روسيا. وبالتالي يمكن استعادة سيادة أرمينيا وحريتها الاستراتيجية".
* هل يمكن للقوات الروسية مغادرة الحدود الأرمينية الأذربيجانية؟ وما هو رد فعل الأرمن علي ذلك؟
-هذا التغيير يمكن أن يغير أيضًا موقف الشعب الأرمني تجاه داعميه التاريخيين. وقد يطالب الشعب الأرمني بخروج الجيش الروسي من البلاد بشكل كامل، وسيتحول ذلك إلى حركة قومية. وبطبيعة الحال، فإن الحد من الاعتماد على روسيا سيسمح لأرمينيا باتباع سياسة أكثر تنوعا في سياستها الخارجية. وبالتالي، يمكن لأرمينيا إظهار قيمها العرقية الوطنية .
* هل سيؤثر تغير الوضع الجيوسياسي على ميزان القوى؟
-جيوسياسيا، يمكن تقييم قرار روسيا هذا على أنه تغيير في أولوياتها. وذلك بسبب الحرب في أوكرانيا. بالنسبة لأرمينيا، فإن الحد من النفوذ الروسي سيمكنها من تدشين علاقات جديدة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ومن المحتمل أن تستخدم القوى الغربية أرمينيا كمنطقة عازلة للوصول إلى الشرق الأوسط في المستقبل.
* ما هي تأثيرات هذا الحدث على اقتصاد أرمينيا؟
اقتصاديا، يمكن لأرمينيا الحصول على العديد من المزايا بموجب هذا الانسحاب. أولا وقبل كل شيء، ستدشن أرمينيا علاقات تجارية جديدة بعد التخلص من الهيمنة الاقتصادية الروسية.
إن العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي ستكون سببًا مباشرًا لنقل التكنولوجيا وتطويرها. وهذا سيسمح للبلاد بدخول أسواق أكبر وتهيئة الظروف لنمو اقتصاد البلاد."
* وكيف ستتفاعل دول المنطقة مع هذا التغيير؟
-رد فعل دول المنطقة والتي من بينها أذربيجان وتركيا سيؤثر بشكل مباشر على استمرارية هذا "الانسحاب". وقد تستغل أذربيجان انسحاب الجيش الروسي من أرمينيا لتعزيز نفوذها في المنطقة، مما ينذر بتوترات جديدة. وأعتقد أن رد فعل تركيا على هذا التغيير الاستراتيجي سيكون حاسما بالنسبة للأحداث".
* كيف سيؤثر هذا التغيير الاستراتيجي علي سياسة أرمينيا في المستقبل؟
-إن التحدي الأكبر الذي تواجهه أرمينيا سيكون إكمال هذه الفترة الانتقالية واستعادة الأمن على المدى الطويل. وسيكون هناك فرصة للنمو الاقتصادي ووضعًا أكثر أمانًا مع شركاء دوليين جدد. وتستطيع يريفان أن تقيم علاقات أكثر توازناً مع قوى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبالتالي فإن الانسحاب الجزئي للجيش الروسي من أرمينيا سيكون نقطة تحول بالنسبة للبلاد وستضطر يريفان إلى اتباع سياسة أكثر حذرا في المنطقة.
ترجمة : لقمان يونس